قصة جميلة وتنتمي إلى الأساطير الشعبية في الشرقية وأحببت أن أنقلها لكم لتستمتعوا بها :
بعد الصلاة على محمد وآله وصحبه وسلم
يُحكى أن امرأة عاقر لا تلد أمتد بها العمر ولديها حسرة كبيرة على الأولاد ،
فقالت في نفسها ماذا أعمل لنفسي وقامت واشترت أربعة أرغفة من الخبز و( فشت ) أي جلست عليهم أو رقدت عليهم كما ترقد الدجاج على بيضها ومكثت في المنزل ،
فأستغرب الجيران من عدم خروجها من المنزل إلا بشكل بسيط ، فذهبت اليها جارتها تستفسر عن حالتها وكانت المرأة من طول مكوثها على الخبز قد انعقد الخبز وصار فيه دم ، فجاءت جارتها إليها ولا حظت جلوسها دائماً ،
فخمنت أن أسفلها شيئاً فطلبت منها الماء ، ولكن المرأة اصرت على الجلوس ولما الحت عليها جارتها بطلب الماء قامت من مكانها فرأت جارتها الخبز فمدت يدها الى رغيف ( نتفت ) إي قطعت منه قطعه ،
ثم مع توالي الأيام تحولت الأرغفه الأربعة الى أولاد كاملين إلا أن الرغيف الذي قطعت منه الجارة شيئاً قد تحول الى ولد قصير القامة وسموه ( أنتيف أنتيفان ) وبلغوا الأولاد مبلغ الرجال وكانوا يحبون الركوب على الخيل إلا أن أنتيف أنتيفان نظراً لقصر قامته فأنه يحتاج الى من يساعده على الركوب أو يُركبه على الخيل
وعندما لم يساعده أخوته في الركوب على الخيل ، صار يركب تيساً ، وبعد سنين عزم الأخوة الثلاثة على الذهاب في رحلة للبحث عن كنز أمهم المفقود ،
ولابد من المرور على ثلاث ( سعالو ) وهي أناث الجان والسعلوة الثالثة ستخبرهم أين يوجد الكنز ، ثم حملوا متاعهم وأكلهم وشرابهم على الخيول وتجهزوا للرحيل ،
فقال لهم أنتيف أنتيفان أركبوني على الخيل ودعوني أذهب معكم ، فسخروا منه وقال له أحدهم ما نبغاك نشقا بك ، قال لهم روحوا وسأروح وراءكم ولكن لن تتوفقوا ، وذهبوا عنه
فقال لهم وهم يرحلون عنه الله يعطيكم بحر على بحر على بحر ما تطلعوا أنتم ولاخيولكم ثم ركب تيسه وذهب وراءهم ، وتابعوا مسيرهم حتى وصلوا الى بحر كبير أرادوا عبوره فلم يستطيعوا وخشوا على أنفسهم من الغرق فنادوا على أخيهم بصوت عال نتيف أنتيفان ياخونا فرد عليهم لا أنا أخوكم ولا أنا أبوكم ولا شربت من درة أمكم ،
قالوا له تعال نعطيك ( عومايه ) لتيسك ، والعوماية من سمك العوم ، وهو سمك يستخدم لتسميد الأرض وعلف للحيوانات ، فذهب أنتيف أنتيفان اليهم ووصل الى البحر و أذا هناك بحر متلاطم فقام بتنشيفه وهو يقول تيسي أيقرح و أنا أقرح باسوي لأخواني طريق ويرووها حتى نشف البحر وصار طريق لأخوانه ، ولكن بعد أن سألهم أن يركب معهم
فقالوا له ما نبغاك ، وركبوا على خيولهم فقال لهم روحوا الله يعطيكم أسل على أسل على أسل ما تطلعوا أنتم ولا خيولكم ، ثم ذهبوا عنه وتركوة يتبعهم مع تيسه ، حتى وصلوا الى أجمه فيها أسل كثير ولم يستطيعوا أختراق هذه الأجمه فنادوا على أخيهم برفيع الصوت أنتيف أنتيفان ياخونا تعال نعطيك عومايه لتيسك فرد عليهم لا أنا أخوكم ولانا أبوكم ولا شربت من درة امكم فرددوا عليه حتى وصل اليهم وقام بعص نبات الأسل ويقول تيسي أيقزم وانا أقزم باسوى لأخواني طريق ( أي يقطع رؤوس الأسل ) حتى صار طريقاً لأخوانه ،
وعندها سألهم أن يركب معهم على خيولهم فرفضوا فقال لهم روحوا الله يعطيكم جبل على جبل على جبل لا تطلعوا أنتم ولا خيولكم ، فتركوه وذهبوا وأذا هم بجبال عاليه لم يستطيعوا أن يسلكوا طريقاً فيها ،
فنادوا بصوت عالٍ أنتيف أنتيفان ياخونا تعال نعطيك عومايه لتيسك فرد عليهم لانا أخوكم ولا نا ابوكم ولا شربت من درة أمكم فمازالوا يرددون عليه ،
حتى جاء اليهم وقام بتكسير الجبال وهو يقول تيسي يكسر وانا اكسر بأسوى لأخواني طريق ومازال يردد ذلك حتى صار لأخوانه طريق يمرون منه ،
فقالوا نحن لانستغني عنك وانت تنقذنا في كل مرة ، فقام واحد منهم وأركبه خلفه والثاني حمل متاعه والثالث حمل تيسه ومشوا في طريقهم
حتى وصلوا الى ( السعلوه ) الأولى وهي أنى أنثى الجان ،
وأذا هيئتها مخيفه ووجهها قبيح بينما ايديها وأرجلها طويلة جداً ،
وهي وحيدة في الصحراء فخافوا منها وقالوا لها السلام عليكِ ياعمتاه ياأخت أباه ياخليفة ممامضى
فقالت لهم لولا سلامكم غلب كلامي كان أكلتكم في منامي وشربت دمكم في شربة ماروتني وكسكست أعضيماتكم من جمعه لجمعه ، وكسكست أي مصصت عظامكم وكسرتها بفكي ،
فقالوا لها نحن نريد ياعمه أن تبيتينا عندك ، قالت ما أقدر قالوا هذا كيس نقود ،
قالت في نفسها أخذ نقودهم وآكلهم وهم نيام ثم جاذبوها أطراف الحديث وتعشوا وناموا كلهم ماعدا أنتيف أنتيفان جالس ،
وكانت السعلوة تنظر إليهم وتريد أكلهم ولكن أنتيف انتيفان لم ينم
فقالت له لماذا لاتنام فقال لها ياعمتاه ياجدتاه ما أنام إلا على رجل أمي ،
قالت له تعال نم على رجلي وقامت بوضعه في حضنها وهي تهدهده حتى ينام وتقوم نام ياولد بنتي كل الناس نامت وهودت وما من إلاعيني وعينك يا الله ،
ورد عليها أنتيف أنا وأياك ياجديدتي فمازالت تردد عليه وهو يرد عليها بنفس الكلام حتى تظاهر بالنوم فقامت وطرحته ، وذهبت الى مكان أخر وقامت ( بسن ) اسنانها وشحذها وذلك تمهيداً لأكلهم
وعندما سمع نتيف أنتيفان صرير المسن على اسنانها قام بإيقاظ أخوانه بسرعة وقاموا جميعاً وغادروا المكان بسرعة بعد أن وضعوا الأغطيه على جذوع النخل حتى تضن السعلوه بأنهم نيام ،
وعندما وصلت السعلوه الى مكانهم قامت بنهش الجذوع وهي تضن أنهم موجودين وتقول لحمهم خشن ثم بعدما يأست عرفت أنهم قد فروا فقالت ما فعلها إلا نتيف انتيفان
وواصل الأخوه السير نهاراً حتى وصلوا الى السعلوه الثانية ليلاً فأذا هي اقبح من السعلوه الأولى وأطرافها أطول ، ومخيفة اكثر
فقالوا لها السلام عليكِ يا عمتاه يا أخت أباه ياخليفة مما مضى فقالت لهم بصوت جهوري لما سلامكم غلب كلامي كان أكلتكم في منامي وشربت دمكم في شربة ماروتني وكسكست عضيماتكم من جمعه لجمعه ،
قالوا لها ياعمتاه نريد أن تبيتينا عندك وهذه نقود لك ، فأخذت النقود وتكلموا معه ثم نخشوا وناموا كلهم ماعدا أنتيف أنتيفان لم ينم
فقالت له لماذا لاتنام فقال لها ما أنام إلا على رجل أمي ، قالت له تعال نم على رجلي وقامت بوضعه في حضنها وهي تهدهده حتى ينام وتقوم نام ياولدبنتي كل الناس نامت وهودت وما من إلا عيني وعينك يا الله ،
ورد عليها أنتيف أنا وأياك ياجديدتي فمازالت تردد عليه وهو يرد عليها بنفس الكلام حتى تظاهر بالنوم فقامت وطرحته ،
وذهبت الى مكان أخر وقامت ( بسن ) اسنانها وشحذها وذلك تمهيداً لأكلهم وعندما سمع نتيف أنتيفان صرير المسن على اسنانها قام بإيقاظ أخوانه وهربوا على خيولهم بعد أن غطوا جذوع النخل بأرديهم ، بأرديتهم ،
وغادروا حتى وصلوا الى السعلوه الثالثة في الليل وأذا هي أقبح من أخواتها أما اطرفها فطويلة للغاية تنتهي بأظافر طويلة وقبيحة ، وصوتها كأنه الرعد فبادئوها بالسلام
وقالوا لها السلام عليك ياعمتاه ياأخت اباه ياخليفة ممامضى فردت عليهم لما سلامكم غلب كلامي كان اكلتكم في منامي وشربت دمكم في شربة ماروتني وكسكست عظيماتكم من جمعه لجمعه
قالوا لها الليلة ننام معك واعطوها نقوداً ثم قالو لها لدينا كنزاً وامنا ماتت وتركته ونحن نبحث عن مكانه ، دلينا عليه ونحن نعطيك نقوداً ، واعطوها النقود ودلتهم على مكانه ، ثم تعشوا وناموا ماعدا أنتيف انتيفان ،
فقالت له السعلوه لماذا لاتنام قال لا أنام إلا على رجل أمي فانامته في حضنها وهي تهدهده وتقول له نام ياولد بنتي كل الناس نامت وهودت مامن الا عيني وعينك ياالله وهو يقول لها انا وياك ياجريري ولا زالت تكرر عليه وهو يكرر عليها حتى تظاهر بالنوم
وقامت لتسن اسنانها فلما سمعها وهي تسن اسنانها ايقظ أخوانه وفروا بعد ماغطو جذوع النخل بالأرديه وعندما جاءت لتنشب اسنانها فيهم لم تجد إلا الجذوع
فقالت ما سواها إلا أنتيف أنتيفان ، ثم بعد ذلك أخرجوا كنزهم ، وأحب الأخوة أخوهم الأقصر أنتيف أنتيفان وقدروه